محمود الشيخ يكتب: الاستثمار في الجماهير والمدربين منذ 14 دقائق

خلال الـ 72 ساعة الماضية، لم يعد هناك حديث في الشارع الرياضي، سوى قرار الاتحاد المصري لكرة القدم بإقالة البرازيلي ميكالي مدرب منتخب الشباب، والحصول على قيمة الشرط الجزائي الذي يقدر بحوالي 250 ألف دولار قيمة راتب ثلاثة أشهر.

أسباب فسخ التعاقد مع روجيرو ميكالي المدير الفني لمنتخب مصر للشباب

ماجد سامي يرعى مواهب 83 مدرسة بمنشأة القناطر

ميكالي الذي تعاقد مع الاتحاد السابق بقيادة جمال علام في أغسطس 2022، كلف خزينة الاتحاد أكثر من 110 ملايين جنيه قيمة راتبه في العامين، بالإضافة إلى المكافآت والبدلات والسكن، بالإضافة إلى راتب مساعديه.

ميكالي الذي يتقاضى 70 ألف دولار شهريًا مع المنتخب الأولمبي، ثم 80 ألفًا مع منتخب الشباب، ويصل إلى 125 ألفًا مع الجهاز المساعد له، لم يحقق أي إنجازات ملحوظة. على العكس من ذلك، خسر بنتيجة صعبة أمام المغرب، في الألعاب الأولمبية.

واستغربت أننا أنفقنا هذه المبالغ الكبيرة في وقت كنا نعاني فيه اقتصاديا ولم نحقق أي إنجازات رياضيا. ما هي الخطة أو الهدف أو الرؤية التي كانت موجودة عندما تم تعيين ميكال؟

أعتقد أنه كان من الأفضل استثمار هذا المبلغ الكبير في تعليم المدربين الشباب أو دعم الدورات التدريبية التي يتلقونها؛ لأن الاستثمار في كرة القدم يبدأ من المدرب؛ ومع ثقل موهبته وتقديم الدورات المناسبة، وطالما أن مئات الملايين تنفق في الهواء، كان من الأفضل دعم الدورات للمدربين، وخاصة للشباب، بدلاً من زيادة أسعار الدورات. بعشرات الآلاف في الوقت الذي لا يتجاوز فيه راتب المدرب 5000 جنيه.

هناك بعض المدربين اقترضوا أموالاً، وآخرون اضطروا لبيع تركيبة زوجاتهم للحصول على هذه الدورات حتى يتمكنوا من العمل في الأندية، وهناك من ترك مهنة التدريب لعدم تمكنه من توفير الأموال اللازمة للحصول عليها. الدورات التدريبية هذا واقع الكرة المصرية بدون مبالغة.

الجانب الآخر من الاستثمار، من وجهة نظري، هو الاستثمار في الجماهير. لماذا لم تتمكن أندية الشركات القائمة حتى الآن من خلق جماهير، خاصة وأن أغلب أندية الدوري أصبحت الآن أندية شركات، وأصبح الدوري بلا طعم. وضعف عقود الرعاية والمشاهدة التلفزيونية باستثناء مباريات الأندية الشعبية؟!

فكرة خارج الصندوق

ومن حين لآخر نجد بعض الأفكار التي أثبتت فشلها، مثلا إعطاء الجمهور وجبة و100 جنيه، أو لعب نادي معين في محافظ معين على أمل الحصول على تأييد الناس من ذلك المحافظ هذه الأفكار لم تنجح ولم تثمر. حتى ظهرت فكرة جديدة أعتقد أنها سيكون لها تأثير إيجابي، على يد المهندس ماجد سامي الرئيس السابق لنادي وادي دجلة، الذي فكر خارج الصندوق و83 مدرسة في 22 قرية في منشأة القناطر دعمت وقدمت كل الدعم للطلاب . تزويد هذه المدارس والقرى بكافة الألعاب الرياضية والآلات الموسيقية في مبادرة جديدة من نوعها.

بالإضافة إلى توفير مدربين من وادي دجلة لاختيار أفضل العناصر من هؤلاء الطلاب ومن ثم تصفيتهم إلى 20 موهبة كروية وتقديم لهم الرعاية الرياضية والتعليمية الكاملة ليكونوا فيما بعد نواة الأندية المصرية وكرة القدم.

هذه المبادرة قادرة على خلق جمهور حقيقي يشجع ويدعم وادي دجلة من القلب وعن القناعة، لأنه النادي الوحيد من بين كل الأندية الذي ذهب إلى القرى للبحث عن المواهب ودعمهم و72 ألف طالب لرعايتهم ، ذكر وأنثى.

ثقتي في نجاح هذه التجربة لا تأتي من العدم، لأنني أعرف المهندس ماجد سامي منذ بداية تأسيس وادي دجلة. وهو أستاذ استثمار ودائما يفكر خارج الصندوق في فرع المعادي، والآن النادي لديه أكثر من 13 فرعا في مختلف المحافظات. ثم بدأ الكرة بإنشاء أكاديمية جي إم جي، التي تخرج منها اليوم أبرز نجوم الكرة المصرية، مثل أحمد سيد زيزو، ومحمد هلال، ومحمد عبد العاطي. وبعدها استثمر في قطاع شباب وادي دجلة وأخرج عمر مرموش وكريم الدبس والآن جاء دور الاستثمار في الجمهور.

هل تنجح تجربة وادي دجلة وماجد سامي في خلق جمهور حقيقي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top