مؤمن الجندي: هل أنت حر أم تحت السيطرة بلا أجرة؟ منذ أقل من دقيقة

في أيام مليئة بالتناقضات يختلط فيها الحق بالوهم، تقف فكرة “المعاكس” كمرآة تعكس واقعا يسوقه قطيع خلف قطيع كان يوما ما بوصلة حياتنا، بدأ مدفونا تحت الركام من الشائعات والاتهامات الجاهزة.

لم تعد الحقيقة تبحث عن طريقها إلى النور؛ بل وقعت ضحية سهلة لموجات عشوائية من الآراء غير الناضجة التي ألقيت على مسرح مواقع التواصل الاجتماعي! الجميع هنا قاضي وجلاد، يوجه الاتهامات بلا دليل، وكأنه يحكم على السماء أو يدين الفراغ.

مؤمن الجندي يكتب: 11:59

مؤمن الجندي يكتب: بين يديك ولكنك ضيعتهم

مؤمن الجندي يكتب: كيف سقط نادي المليار؟

مؤمن الجندي يكتب: رسالة إلى فاطمة

كنا أطفالاً غُرسنا قيم الصدق والعدالة والحذر قبل الحكم على الآخرين، تعلمنا أن الحياة ليست أبيض وأسود، وأن الحقائق تحتاج إلى بحث وتقصي “شاشة” فلو أصبح الجديد مربياً، اختفت تلك المبادئ خلف ستار “أعجبني” و”مشاركة”، وتحولت الأفكار إلى “جهاز تحكم عن بعد” يعمل ببصمات الأصابع المخفية.

كم شخصية قتلت معنويا بكلمة عابرة؟ كم من حياة انهارت بسبب إشاعة انتشرت بلا رحمة؟ في هذا العالم الرقمي، القيم ليست أكثر من ذكريات عابرة، تذكرنا بحياة كانت الكلمة تقاس فيها بمقياس الحكمة، وليس بضغطة زر.

عندما يحكم الجيل الجديد منطق السرعة لا العمق، والتبعية لا الفكر، يصبح “العكس” هو المخرج الوحيد لبعضهم! “التباين والسخرية” هنا لا يعني مواجهة الباطل، بل الاستسلام له، والانطلاق ضد التيار لمجرد أن الاتجاه الآخر يبدو مكتظا.

عشنا في الأيام الأخيرة مع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حالة من الترقب والتوتر بشأن سبب وفاة أحمد رفعت لاعب نادي المستقبل ومنتخب مصر -رحمه الله- وسط كثيرين أسئلة وافتراضات غير مؤكدة! لكن إعلان النيابة العامة الأخير وضع حداً لهذا الجدل، حيث أكد أن حالته الصحية والوراثية كانت السبب المباشر في وفاته، فكل ما عشناه وقيل لنا كان مجرد “فنكوش”؟!

حقيقة الباطل في عصر التحكم عن بعد

في المقابل، رأينا كيف هاجمت وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأسماء والوجوه، في حملات مكثفة، حتى أصبحت المناقشات أشبه بمشاهد قطيع يتحرك في اتجاه واحد دون شك أو تردد! فهل كانت هذه الحملات مجرد رد فعل عفوي أم أنها مخططة لصالح شخص معين؟

لكن هل يمكن أن يكون العكس باباً للخلاص؟ نعم، إذا تعلمنا كيفية إعادة بناء الجسور التي دمرتها منصات السيطرة الجماعية! والعكس الحقيقي ليس العناد، بل الثبات في وجه الباطل، والتوقف أمام الحكم، والبحث عن الحق وسط زحمة التشوهات! وعلينا أن نستعيد زمام الأمور من أيدي تلك “الأزرار” ونعلم الجيل الجديد من جديد أن الفكر فوق التبعية، وأن الإنسان الحر هو الذي يتخذ خياراته بقلبه وعقله معاً!

وفي النهاية تبقى الحقيقة هي الجسر الوحيد الذي يمر بنا عبر زوبعة الشائعات والأكاذيب! لكن هل سننتظر دائما أن تنكشف لنا الحقيقة بعد فوات الأوان؟ أم سنستمر في الانجراف وراء سراب “حملات التواصل الاجتماعي” لتصديق من يصنع القصص ويتابعه دون تفكير، بل ومساعدته على الربح بالدولار تحت كومة السخرية والإشاعات… هل أنتم حقا أحرار أم أنتم أحرار حقا؟ أنت تحت السيطرة دون أي مكافأة؟

للتواصل مع الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top