مؤمن الجندي يكتب: مقادير صناعة الأسطورة منذ أقل من 5 دقائق

لطالما كانت الأساطير مزيجاً غريباً بين الموهبة الفطرية والعمل الجاد، وبين الصدفة والفرصة، وفي كل مجال، يبرز عدد قليل ممن يحملون مفاتيح دخول عالم الخلود في مجالهم. أما كرة القدم بجمالها المعقد، فلا تختلف عن هذا السياق، حيث صناعة الأسطورة هي مغامرة شاقة تبدأ بحلم، لكنها يمكن أن تنتهي بتوهج ينير القلوب ويطمئنها.

مؤمن الجندي يكتب: تابعونا

مؤمن الجندي يكتب: 11:59

مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى

مؤمن الجندي يكتب: لا وداع

في أحد الأحياء المتواضعة كان هناك طفل يحمل كرة بلاستيكية بين قدميه، تتقاذفها قدماه وكأنها قطعة من قلبه. كان حلمه بسيطًا وواضحًا، أن يصبح يومًا ما نجمًا غنى اسمه الملايين! لكن هذا الحلم، رغم جماله، كان مجرد شرارة. الأحلام وحدها لا تصنع الأساطير. إنها مجرد البداية.

إن صنع الأسطورة يشبه الوصفة السحرية التي تتطلب مكونات دقيقة لا يمكن الاستغناء عنها. أول هذه المقومات هو الشغف الذي يجعل اللاعب يستيقظ في الصباح ويركض إلى الملعب مهما كانت الأحوال الجوية أو الظروف. أمر صعب! الشغف هو ما يجعل الكرة ليست مجرد أداة، بل هي امتداد للروح.

ثم يأتي الإيمان، ذلك الصوت الداخلي الذي يخبرك أنك قادر، حتى عندما يقول الجميع أنك لست كذلك. اللاعب الأسطوري لا يهرب من الانتقادات أو الإخفاقات، بل يحولها إلى وقود يشعل طاقته.

ودعونا لا ننسى العمل الجاد في كل أسطورة يتم سردها، هناك ساعات لا حصر لها من التدريب الشاق، وهي الأوقات التي يقضيها اللاعب في صقل موهبته بعيدًا عن أعين الجماهير. هذه اللحظات، رغم وحدتها، هي التي تفصل بين الأساطير والمواهب العابرة.

المكونات الرئيسية لـ “الحساء” الأسطوري

أهم شيء في الطبق هو القدرة على استغلال الفرصة. كرة القدم لا تعطي الفرص إلا للمستعدين! لحظة واحدة تكفي لتغير مسيرة اللاعب من لاعب عادي إلى نجم خالد، بشرط أن يستعد لها بعقل يقظ، وقلب شجاع، ومواقف يستطيع فيها أن يكون بطلاً لما يحبه الناس ويقدرونه!

وفي عالم الكرة المصرية يأتي اسم إمام عاشور كأحد أبرز الأسماء التي شهدت تحول اللاعب الموهوب إلى نجم ساطع – في الفترة الأخيرة – وكانت بدايته مع الزمالك واعدة، ولكن كأي لاعب شاب ، مر بفترات صعود وهبوط… لقد كان إمام عاشور مثالاً للاعب صاحب الشرارة، لكن من وجهة نظري فهو حتى الآن مهمل في موهبته ولو نتيجة لبعض التصرفات. أعتقد أنه سيضيع فرصة “طبخ الأسطورة” خاصة إذا أحرقتها النار.

في كل ملعب هناك الآلاف من اللاعبين الذين لديهم أحلام متشابهة، لكن القليل فقط هم الذين يعرفون سر الصلصة السحرية. الأسطورة ليست مجرد موهبة، ولا مجرد قصة نجاح. إنه مزيج من العاطفة التي لا تنطفئ، والإيمان الراسخ، والعمل الدؤوب، وقبل كل شيء، عقلية مختلفة تواكب “الطهي”.

لأي شخص عموماً يسعى لتحقيق حلمه، فلا تخف من الفشل، ولا تهرب من الألم.. كن مستعداً للحظة التي تختارك! وفي النهاية “الأسطورة” هو من يقف في قمة المجد، ليس لأنه لم يسقط قط، بل لأنه نهض في كل مرة وسار نحو حلمه حتى النهاية.

للتواصل مع الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top