مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى منذ أقل من دقيقتين

تحت أضواء الشهرة الساطعة وقف وسط الهتافات، لكنه شعر بغرابة أنه لا يستطيع الاختباء.. بالأمس كان صوت صراخ يهاجم خصمه، أما اليوم فقد تغير المشهد؛ انضم إلى الرتب مستشهدا بالاحتراف والفرص.

مؤمن الجندي يكتب : روح مكسورة

مؤمن الجندي يكتب: عراف الكواكب في شقة “السباخ”

لم تكن المشكلة في التغيير في حد ذاته، بل في التخلي عن كل ما يمثله؛ وعندما تولى منصبه الجديد، لم يجلب معه سوى الفوضى؛ بدأت الشقوق الخفية تظهر في المكان الجديد، وكأن قيمه المفقودة تنتقم منه، مذكّرة إياه بأن النجاح بلا مبادئ قد يكون بداية سقوطه.

في العالم المهني، حيث يرتفع صوت الأداء ويصمت صوت الأخلاق، تظهر قصص توضح كيف يمكن للمصالح أن تدفع المبادئ جانبا، وكيف تتحول القيم إلى مجرد شعارات تستخدم في وقت الحاجة وتطوى بعيدا في المستقبل. . لحظة.

يبدو المشهد مألوفًا: شخص كان خصمًا شرسًا، وربما يهاجم كل ما يقف ضده الطرف الآخر! ثم يأتي يوم يقف فيه على الجانب المقابل، في صف من كانوا عدوه بالأمس، ويبرر ذلك بـ«الاحتراف»! ولكن هل يمكن أن تكون الاحترافية ذريعة كافية للتخلي عن المبادئ؟

احتراف بلا أخلاق.. وصفة للفوضى

إن الاحتراف الحقيقي لا يعني مجرد إتقان العمل وتحقيق النتائج، بل يحمل في طياته احترام المبادئ والقيم. فعندما يطغى الجانب المادي أو المهني على الجانب المعنوي، تكون النتيجة في كثير من الأحيان كارثية.

في بيئة يتم فيها تجاهل القيم، تنتشر الفوضى وتنمو بذور الانقسام! من يتخلى بسهولة عن ماضيه وقيمه قد لا يكون لديه ولاء حقيقي لأي طرف؛ وسرعان ما يتحول هذا الشخص إلى مصدر اضطراب ومشاكل، وذلك ببساطة لأنه لم يدخل المكان بروح مصالحة أو إيمان حقيقي بما يمثله.

المجتمع أحيانًا يتسامح مع الأخطاء، لكنه لا ينسى؛ من يهاجم شيئًا ثم يصبح جزءًا منه دائمًا ما يكون لديه ظل شك في نواياه! والسؤال المطروح دائمًا: هل هذا الشخص هنا بسبب إيمانه الحقيقي بما يفعله، أم أنه موجود لأغراض أخرى؟

في النهاية، يمكن لأي شخص أن يبرر أفعاله، ويمكن للمجتمع أن يقبل تلك المبررات أو يرفضها… ولكن تبقى الحقيقة أن المبادئ ليست مجرد أدوات تستخدم للوصول إلى القمة ثم يتم التخلص منها! هذا ما يبقى مع الإنسان عندما يواجه نفسه في المرآة، وهذا ما يجعله شخصية محترمة، حتى في أصعب الظروف لا ينبغي أن تكون الاحترافية ذريعة للتخلي عن القيم يعني تجسيدها أكثر، لأن في لحظات صمت ستدرك أن الاحتراف بلا قيم ما هو إلا رحلة إلى فراغ لا يمكن ملؤه، وأن المبدأ الذي يباع لا يمكن استعادته، يجعل القضية بغض النظر عن مدى ارتفاع التصفيق. يكون.

للتواصل مع الصحفي والكاتب الإعلامي مؤمن اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top