مؤمن الجندي يكتب: قصة عمر بين الشوك والضوء منذ حوالي 7 ساعات

في زاوية بعيدة من الحياة الكلاسيكية، ولد حلم نما مع صاحبه كالنبات الذي يسير بين الصخور باحثاً عن الشمس رغم كل الظلام… كان طفلاً يحمل في قلبه صغيراً. بذرة، لكنها كانت مشرقة كالنجم المختبئ خلف السحاب ينتظر لحظة الوضوح… كان حلمه أشبه بصورة يرسمها في مخيلته بألوان الأمل، رغم أن أيادي الواقع حاولت جاهدة لمحو ملامحه! كان يؤمن أن للجنة أبواباً، وأن من طرقها بكل شغف وإصرار سيفتح له يوماً مهما طال الانتظار.

يكتب مؤمن الجندي: المراد بالخلوة

مؤمن الجندي يكتب: تابعونا

مؤمن الجندي: هل أنت حر أم تحت السيطرة دون مقابل؟

مؤمن الجندي يكتب: رسالة إلى فاطمة

في حي المعادي بالقاهرة، وسط ازدحام المدينة، كان هناك طفل صغير اسمه عمر، له عينان تتلألأ بشغف لا يعرف الحدود، وقدمان صغيرتان يحمل بينهما حلم يكاد يكبر. من سنواته. كان عمر مثل كل الأطفال، يحب كرة القدم، لكنه لم يكن كباقي الأطفال.

وضحك الناس من حوله على كلامه قائلين إنه مجرد طفل يحلم بالمستحيل.. لكن عمر لم يكن يهتم بالضحك أو السخرية، بل رأى في مخيلته طريقا طويلا مليئا بالتحديات، ولكن في النهاية أدى إلى عشب ملعب مضاء بأضواء الكاميرات وصوت الجماهير تهتف باسمه.

بدأت الرحلة بخطوات صغيرة. كان يستيقظ قبل شروق الشمس ليركض في الشوارع الخالية ويركل الكرة بحماس كبير. لقد كانت صديقته، ومعلمته، وأحياناً طريقته في الهروب من أي شيء.

في المدرسة، لم يكن عمر مثل بقية زملائه. كان لديه حماسة مماثلة لحماس العالم كله الذي يقترب من حلمه.

لكن الطريق لم يكن ممهدا. واجه عمر مواقف جعلته يشك أحيانا، لكنه لم يستسلم. كان هناك يومًا صعبًا عندما أخبره والده عن ضرورة الاحتراف في أوروبا رغم صغر سنه، حيث كان لا يزال عمره 18 عامًا. في ذلك اليوم جلس وحيدا في غرفته الصغيرة محدقا في جدرانه الفارغة. ويتحدث مع نفسه: كيف يقوم بهذه الخطوة بمفرده؟ لكنه قرر القتال من أجل حلمه.

النهاية دائما تستحق العناء

عمر لم يكن مهتماً بأي شيء سوى النجاح في كرة القدم.

مرت السنوات، وبعد التنقل بين الأندية الألمانية.. وجاءت الفرصة ذات يوم التي ستغير حياته وتحقق حلمه الذي طالما حلم به.. بعد كل ما تعلمه من الصبر والتضحية. وهو يركض وكأن الملعب ملكه، حتى وصل ليعلن الخبر الذي تردد صدى في جميع أنحاء العالم: “عمر مرموش ينتقل إلى مانشستر سيتي”.

ومن يريد جوارديولا هذا المدرب العظيم. وكأن إصراره على التعاقد مع مرموش يعبر عما بداخله: “عمر، أنت موهبة لا يمكن تجاهلها في تلك اللحظة، وليس عينيه”. صدقت الآذان، تذكر كل الليالي التي بكى فيها، وكل لحظة شعر فيها أن حلمه بعيد، وكل سخرية سمعها.

عمر مرموش، اليوم ليس لاعب كرة قدم فحسب، بل هو رمز لأولئك الذين يعتقدون أن الطريق إلى الأحلام قد يكون طويلاً ومرهقاً، ولكن نهايته دائماً تستحق العناء.

وفي نهاية الطريق يقف ذلك الطفل الذي أصبح رجلاً وينظر إلى كل ما مضى وكأنه مشهد من فيلم كتب نهايته بعرق وجهه طائراً أسطورياً طار فوق جبال التحديات واختفى في الضباب، لكنه في النهاية عاد ليهبط على كتفه.. واليوم، عندما ينادى الجمهور باسمه، وتضيء الأضواء وجهه، يدرك ذلك. لم تكن مجرد رحلة حلم، بل قمراً أضاء الليالي المظلمة، وشعلة تحدى الرياح لتحافظ على وهجها. الحلم على قيد الحياة.

للتواصل مع الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top