في مثل هذا اليوم قبل 4 سنوات، غادر فنان عالمنا ببصمة رائعة في عالم الفن، تميز بالرقي الكبير والإلقاء المبهر والإبداع الذي لا يوصف. هذا هو الفنان الكبير محمود ياسين الذي يحيي اليوم ذكرى. وفاته في 14 أكتوبر.
يتمتع الفنان محمود ياسين بصوت قوي وحضور طاغٍ. كان يبهر كل من يجلس أمام الشاشة، لأسلوبه الفريد الذي يصل إلى القلب مباشرة دون أي وسيط. إنه لا يتصرف، بل يتحدث من قلبه، بنعومة وهدوء غير مسبوقين.
ولن أنسى السعادة التي غمرتني عندما تسلمت من يدي نجله الفنان عمرو شهادة اجتياز الدورة المسرحية لنقابة الصحفيين، لأنني رأيت أن روح الفنان الراحل ترتعد من حولنا.
ذلك الفتى الوسيم الذي أبهرنا جميعاً بملامحه الهادئة في ذلك الوقت، وعينيه التي عبرت بشكل لافت عن كل المشاعر الشديدة التي كانت تمر به، بصوته الرخيم عند التحدث يأسر القلوب بشكل لا يصدق، والذي أصبح بجدارة فتى الشاشة الأول في السبعينيات رغم وجوده بين عمالقة الفن في ذلك الوقت.
لا يمكن أن يمحى النجم الراحل محمود ياسين من ذاكرتنا. ما عليك سوى الاستماع إلى صوته وهو يتحدث في بعض الأفلام الدينية فهو يرشدنا بقوة نحو ما يريد، ومن السهل التعرف على صوته المميز بين الجميع.
منذ ظهور الفنان الجميل محمود ياسين وهو يعطي دروساً في القيم طوال الوقت. لقد اختار أدواره بعناية فائقة، فهو يتميز بثقافته العالية ورغبته في التحدث باللغة العربية في جميع لقاءاته. مما يجعل الأذن تقع في حب اللغة العربية بمجرد سماعها منه.
محمود ياسين فنان كبير وكان يعرف كيف يؤدي كل الأدوار بشكل احترافي، وحتى الأدوار الكوميدية التي لعبها بمنتهى البساطة، وأقصد هنا الكوميديا الموقفية، حيث كان يجيد كل ما يفعله بشكل استثنائي.
محمود ياسين فنان عظيم لا يعوض. وقد لعب العديد من الأدوار الخالدة في ذاكرة السينما مثل دور سليمان الناجي فتوى الفقير بكل قدرة في رائعة الكاتب الكبير نجيب محفوظ. الحرافيش، وقد تفوق على نفسه.
ولن ننسى فيلم أفواه وأرانب الذي لعبت فيه دور البطولة إلى جانب النجمة فاتن حمامة، والذي أخرجها من حالة الفقر والضياع التي وجدت نفسها فيها، بشخصية محمود بيه الذي أبهرها وأبهرتنا في نفس الوقت. . وغيرها من الأدوار العظيمة.