في إحدى المزارع النائية كان هناك حصان قوي يسميه الجميع “رمح الريح”.. على مر السنين كان هذا الحصان رمزا للعطاء وحرث الحقول ونقل المحاصيل وجر العربات بثبات لا يتزعزع. وأشاد الجميع بمهارته وقدرته، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس.
ولكن مع مرور الوقت، بدأت قوته تتضاءل، وظهرت علامات الزمن على جسده. لم يعد قادراً على الركض كما كان من قبل، وبدأت الهمسات تنتشر بين العمال: “ربما حان الوقت لاستبداله بآخر أصغر سناً”. حصان!” جلس صاحب المزرعة يتأمل حصانه العجوز، ويتصارع في داخله السؤال الأصعب: هل ينهي الرحلة بمجرد أن تضعف قوته، أم يمنحه نهاية تليق بسنواته التي لا تعد ولا تحصى من الإخلاص والعمل؟
هذا المشهد، رغم أنه قد يبدو بسيطًا، يلخص قصة أكبر تحدث في كل مكان.. كيف نتعامل مع أولئك الذين قدموا كل ما لديهم عندما هزمتهم السنين؟ هل ستكون النهاية انعكاسًا لإنجازاتهم، أم مجرد لحظة لطي الصفحة؟
في إحدى أمسيات القاهرة الهادئة، حيث انسحبت الشمس من السماء لتحل محلها الليل، جلس علي معلول في منزله وهو يتأمل السنوات التي قضاها داخل أسوار النادي الأهلي. لم يكن مجرد لاعب، بل أيقونة، ورفيق دائم لفرحة الجماهير وأحد أبطال الليالي القارية التي لا تنسى.. لكن اليوم تغيرت الملامح! وباتت إصابته الأخيرة وكبر سنه أشبه بالأشباح التي تطارد مسيرته، حيث تتردد الهمسات في أروقة النادي عن رحيله الوشيك، ما يعكس السؤال الأبدي: كيف تكافئ المؤسسات من أفنى عمره في خدمتها؟
يتخيل معلول للحظة كيف ستكون النهاية.. هل سيكون الخروج من الباب الخلفي؟ وكأنه لم يكن يوماً العمود الفقري للجبهة اليسرى، أم أنه سيكون وداعاً مستحقاً للرجل الذي وضع قلبه في كل تمريرة وكل هدف؟ مرت ذكريات المجد أمام عينيه مثل شريط سينمائي، لكنه سرعان ما تساءل: هل يصبح الإنجاز عبئا عندما يحين وقت الرحيل؟
بشكل عام، أرى أن إبقاء أي موظف داخل منظومة العمل، حتى في الأدوار التي تتناسب مع قدراته الجديدة، ليس مجرد تكريم لإنجازاته، بل استثمار في خبراته… فهؤلاء هم من أسس النجاح، وعندما يبقون داخل المنظمة فإنهم يساهمون في استمرارية هذا النجاح وتعزيز الروح.
وعندما يحين الوقت الذي يصبح فيه تسريح العمال ضرورة حتمية، فإن الطريقة التي تتم بها عمليات التسريح هذه تعكس مستوى تطور المنظمة ووعيها بقيمة موظفيها. والأهم أن يشعر الموظف أن سنوات عمره لم تذهب سدى، وأن جهوده تركت أثراً خالداً في نفوس من عمل معه وفي المنظمة التي تخدمها.
وفي النهاية، عندما يكون حصان الحكومة طليقاً، رغم الراوي الشهير، يتم إعدامه… لكنه في رأيي لا يزال يحمل قيمة، ليس فقط لما قدمه في الماضي، ولكن للحكمة والخبرة. يستطيع أن يقدم ما ينير الطريق لمن يأتي من بعده… فلنقدم له ما يستحقه، ليس فقط بالقول، بل بالأفعال التي تديم أثره وتجعل من رحلته داخل المنظمة قدوة.
للتواصل مع الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
قدم النادي ألي آلي شكوى إلى لجنة الانضباط والأخلاق التابعة لجمعية كرة القدم المصرية ضد…
قام فريق كرة القدم النسائي في مصر بتحديد موعد مع نظيره الغاني في الجولة الأخيرة…
تمكنت Al -Nasr من اختطاف ثلاث نقاط ثمينة من الهدا من خلال الفوز بها بمضاعفة…
أكد الممثل الدائم لدولة فلسطين إلى الأمم المتحدة ، الرياض منصور ، على أنه لا…
سيخضع محمد الشامي ، نجم هجوم الفريق الأول في النادي المصري ، لعملية عرضية غدًا…
هزم فريق رجال الكرة الطائرة في Zamalek Club درجاته 3-0 من Vanguard ، في اليوم…
اترك تعليقاً