مؤمن الجندي يكتب: عرّافة الكواكب في شقة "سِباخ" منذ أقل من 5 دقائق

في زاوية مظلمة من أمسية صاخبة، تجلس العرافّة وتملأ صفحاتها بنبضات المستقبل. مرت أصابعها المرتجفة فوق كرة بلورية وهمست بشيء لا يمكن فهمه أو قوله. إنها ليلة التنجيم، حيث يجلس البعض ويعتقدون أن الكون قد كشف أسراره لمن يقرأ سطور السماء.

مؤمن الجندي يكتب: قائد على حافة الانفجار

مؤمن الجندي يكتب: عندما تتلاشى الألوان

خرجت إلينا عبر شاشات مضيئة ومنصات مليئة بالفضول. وقالت بثقة: “الأهلي سيفوز بكأس مصر 2025 بلا منازع!” ولا تأخذ حتى إلى الميدان؟

الأهلي النادي العريق يملأ البطولات بالحضور كالعادة، لكن هذا العام سيغيب! ليس هناك منافسة أو الكأس. لن ينافس أصلاً، لكن بكلامها الواثق خلقت البطولة ونسجت القصة.. قصة تذكرك بما لا تراه العين ولا يصدقه العقل. .

توقفت الجماهير أمام هذا المشهد المحير. هل هو كشف الغيب أم وهم تجميلي؟ وربما كان العراف يعتقد أن الناس وقعوا في فخ الغموض، وأن الكرة الزجاجية يمكنها تسويق الوهم على أنه حقيقة.

لكن القصص الساذجة تنهار دائماً تحت وطأة الواقع… فلا نبوة تزدهر في حقل بلا بذور، ولا كأس يرفع دون المرور في الملاعب، والعرافة التي تقوم بدور ملكة الأسرار كشفت جهلها علانية.

فكرة “معرفة الغيب” أصبحت سلعة رائجة! تباع في المقاهي الهادئة، وعلى شفاه الأنبياء الكذبة، لكن بين أوراق الحق… الخفي لا يملكه إلا من خلق السماء، والغرور وحده يدفع البعض إلى القيام بدور الله.

أغلقت العراف بابها… ربما تراجعت، أو ربما كانت تبحث عن تنبؤ آخر قد ينقذ ما بقي من سلطتها الوهمية! لكن المؤكد أن ذكريات الناس تحفظ اسمها شاهداً على قصة ضائعة.. قصة النبوءة التي فضحت أكاذيب أصحابها قبل أن تبدأ.

قصة ضائعة لرئيس موهوم

وفي مشهد العراف الذي ظهر لنا في برنامج تلفزيوني معروف، تظهر صورة أخرى من عالم “الشقة الخرافية” الشهيرة للعم سباباخ في فيلم البيضة والحجر، حيث الشقة في معبد تم تحويله. من الأوهام، وملجأ لمن يبحث عن حلول في ظلمة الأفكار… كما أنها مصنوعة من العدم، أسرار تباع كلمات، لتعيدنا إلى نفس الدائرة. دورة استغلال السذاجة وبيع الأوهام المغلفة بعباءة العلم الخفي والمزعوم! لكن كما كشف حسن عبر عبقرية أحمد زكي حقيقة التلاعب بالعقول، فإن الواقع اليوم يفضح كل كاهن يعتمد على الجهل، وكل كرة بلورية تحاول إخفاء فراغ كبير وراءها.

وفي النهاية الكهنة وأمثالهم ما هم إلا سراب يتراقص أمام أعين السذج، يبيع الأوهام، ويلبس عباءة العلم الكاذب، الغيب بيد الله وحده، ومن يتوسل إليه، ويتلاعب بالعقول، قلوب! احذر من ترك ثرواتك في أيدي المشعوذين. الأسطورة لا تصنع المستقبل، بل تسرق الحاضر وتشوه الحقيقة.

للتواصل مع الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top