مؤمن الجندي يكتب: كيف سقط نادي المليار؟ منذ أقل من نصف ساعة

عندما يمتزج التألق بالخداع، تختفي الحقائق خلف الأضواء الساطعة، وتظهر قصص لا يمكن سردها إلا في صمت. حيث تلتقي الأحلام بالوعود الكاذبة، ولا يحقق العدل عدله، القصة التي كان من المفترض أن تكون ناجحة. تظهر القصة، لكنها تتحول إلى درس قاسٍ حول… الاستغلال والخيانة.

في قلب القاهرة، حيث تخفي الأضواء الساطعة أحيانًا الظلال الداكنة، كان هناك ثلاثة لاعبين أفارقة جاءوا إلى نادٍ مشهور بحلم كبير كان بمثابة فرصة للتألق في الملاعب المصرية، وراتب مربح، و بيئة مهنية تليق بطموحاتهم… لكن الواقع كان شيئاً مختلفاً تماماً.

مؤمن الجندي يكتب: سر البقاء في القمة

مؤمن الجندي يكتب: إعدام جواد

مؤمن الجندي يكتب: رسالة إلى فاطمة

مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى

مرت ثلاثة أشهر دون الحصول على أي راتب. تحلى بالصبر في البداية، لأنه ربما كانت هناك أخطاء إدارية! لكن مع مرور الوقت تحول الصبر إلى قلق، ثم إلى إحباط.. بعد مباراة صعبة مع أحد الفرق الكبيرة، مرضت إحدى اللاعبات، وظنت أن النادي سيعتني بها كما يليق بالاحتراف. الفريق، ولكن مرت أيام وأسابيع وشهور، ولم يهتم أحد، وتركت وحيدة مع مرضها، دون دعم أو علاج.

وفي شققهم الصغيرة التي وفرها لهم النادي، واجه اللاعبون واقعا أصعب. ولم يكن هناك ما يكفي من الغذاء ولا المال لشراء الاحتياجات الأساسية. وحتى الإنترنت، النافذة الوحيدة للتواصل مع عائلاتهم في الوطن، انقطعت. ولم يكن بوسعهم إلا أن ينتظروا بصمت بينما تمر الأيام بثقل لا يطاق.

بعد أن فقدوا الأمل، قرروا العودة إلى بلدهم… لكن العقبة الأخيرة كانت أقسى! رفض النادي دفع ثمن تذاكر الطائرة. شعر اللاعبون وكأنهم محاصرون في قفص لا مخرج منه، حيث تحول الحلم الذي جاؤوا من أجله إلى كابوس لا نهاية له.

من ساحة العدالة إلى ساحة الاستغلال

وعلى الجانب الآخر من نفس النادي كان هناك مجموعة من الشباب الذين عاشوا مأساة مماثلة ووضعوا شروطا مستحيلة للسماح لهم بالرحيل، كما لو كانوا يفاوضون على البيع، وليس الشباب الذين يبحثون عن فرصة.

وحتى المدربون الذين كان من المفترض أن يكونوا صوت الحكمة والاستقرار، لم يتقاضوا رواتبهم لمدة خمسة أشهر، لكن خوفهم من فقدان وظائفهم أبقاهم صامتين، وكأنهم محاصرون في دائرة لا نهاية لها من الإهمال وهو. يخاف.

ورغم أن هذا النادي يقدم صورة براقة للعالم، بتعاقداته الكبيرة وأسماءه اللامعة، ونتميز بريادة الاستثمار الرياضي في الكرة المصرية، إلا أن الحقيقة تكشف الآن عن وجه مختلف، وجه يحكي قصة الوعود الكاذبة. أحلام محكية ومكسورة.. القصة ليست فقط عن المال، بل عن الكرامة ومن حق كل رياضي أن يعامل باحترام وإنسانية، بغض النظر عن اسمه أو جنسيته… أنا لا أهتم إلا بالإنسانية!

في النهاية، الأمر لا يتعلق فقط باللاعبات أو الشباب.. القصة بمثابة تذكير لكل حالم بأن الوعود لا تصنع واقعا، وأن الحقوق لا تعطى بل تطالب. وهذه دعوة للتغيير وإلا تحولت الرياضة من ساحة للعدالة إلى ساحة للاستغلال.. والحقيقة أنني سعيد بتدخل وزارة الرياضة لحل الأزمة، وأعجبني تصريحه، وتحديداً كلمة “في دور الرقابة”، لكني مندهش من أن نادياً معروفاً بإنفاق الملايين في كل اتجاه سرعان ما يقع في شيء مثل هذا؟ لكن النصيحة للجميع: من يظن أن تجاهل حقوق الآخرين ليس له عواقب فهو حتما سيهزم في النهاية.

للتواصل مع الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top