مؤمن الجندي يكتب: بين يديك لكنك أضعتها منذ أقل من 5 دقائق

ماذا لو تفاجأت بأن الفرصة كانت بين يديك قبل أن تضيع؟ يتقاطع الزمن عادة مع الفرصة في لحظة حاسمة قد لا تتكرر، فالتفاوض ليس مجرد تبادل كلمات أو عرض مهارات، بل قراءة دقيقة للإشارات التي ترسلها اللحظة. وكما يحتاج الصياد إلى الريح المناسبة لإطلاق سهمه، يحتاج المفاوض إلى إدراك متى تميل كفة الميزان لصالحه، لأن التأخير في اتخاذ القرار يمكن أن يحول الفرصة إلى ذكرى عابرة! الوقت هو البطل الصامت في غرفة المفاوضات، وتقدير قيمته يحدد النتيجة.

مؤمن الجندي يكتب: كيف سقط نادي المليار؟

مؤمن الجندي يكتب: سر البقاء في القمة

مؤمن الجندي يكتب: البنطلون في وزارة الهوى

مؤمن الجندي يكتب: قائد على حافة الانفجار

لكن اغتنام الفرصة يتطلب وعياً حقيقياً بقيمة ما تملكه. إن البضائع التي بين يديك ليست مجرد شيء للبيع، بل هي انعكاس لفهمك لقيمتها وما يمكنك تقديمه للطرف الآخر يكلف أكثر مما تعتقد. التفاوض الناجح ليس لعبة خسارة أو ربح، بل بل فن الموازنة بين الثقة والتوقيت، لأن ما يضيع اليوم بانتظارك. قد لا يعود مهما طال أملك.

في عالم كرة القدم، كما هو الحال في التفاوض، هناك لحظات يحتاج فيها القرار إلى تحسين، لأن تجاهل الفرصة في ذلك الوقت يمكن أن يكلف النادي الكثير. وهذا ما حدث لإدارة نادي الزمالك عندما رفضت عرضا ضخما وغير مقبول لبيع أحمد سيد زيزو، أحد أبرز نجوم الفريق. العرض كان -من وجهة نظري- فرصة ذهبية، ليس فقط لتعزيز خزينة النادي، بل لإعادة ترتيب الأولويات، خاصة في ظل الأزمة المالية. الذي يعاني منه النادي .

أحمد سيد زيزو ​​كان محور كل حديث منذ الأمس سواء في الصحف أو على شفاه الجماهير بسبب مصيره! ومع مرور الوقت، بدأ زيزو ​​يطالب بما يراه من حقه، مطالبًا بالملايين التي فاقت كل التوقعات تقريبًا، وبات مستقبله معلقًا بين إما التجديد بشروطه أو الخروج الحر، لكن بقي السؤال في أذهان الناس، هل لحظة التردد الخطأ الذي سيطارد الجميع؟

متى تتمسك بالأشياء ومتى تتركها؟

والآن يجد الزمالك نفسه في معضلة مزدوجة؛ ومن المتوقع أن يلبي شروط زيزو ​​المالية الباهظة لتجديد عقده، أو المخاطرة بالرحيل مجانًا في نهاية عقده، دون أي شيء للنادي. ​​إن هذا الوضع يعكس درساً قاسياً في فن التفاوض، وهو أن تأخير القرار الصحيح يمكن أن يحول الربح الكبير إلى خسارة لا مفر منها، وأن الدهاء الحقيقي يكمن في معرفة متى نتمسك بالأشياء ومتى نتخلى عنها

أرى أن أزمة الزمالك مع أحمد سيد زيزو ​​تقدم درسا مهما جدا في فن التفاوض وإدارة الأزمات.. الوقت لا ينتظر أحدا، والفرص التي تأتي قد لا تتكرر بنفس الشروط والأحكام! وكان عرض بيع زيزو ​​مقابل مبلغ مغري، بمثابة فرصة لتأمين المستقبل المالي للنادي، خاصة أنه كان يعاني، لكن التردد والتأخير كانا بداية الطريق للأزمة الحالية.

في النهاية، التفاوض ليس مجرد التفاعل مع العروض، بل هو القدرة على التنبؤ بالمستقبل واتخاذ القرار الصحيح في اللحظة المناسبة. الفريق الذي يدير تاريخه بحكمة يعرف متى يبيع ومتى يحتفظ ومتى يفاوض! وفي حالة الزمالك، يبقى السؤال: هل ستكون هذه الأزمة نقطة تحول نحو استراتيجيات أكثر نضجا في المستقبل، أم أنها ستكون بمثابة تذكير آخر بخطورة إهدار الفرص في الوقت الخطأ؟

للتواصل مع الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top