مؤمن الجندي يكتب: كيف يُروى الغياب بعد الرحيل؟ منذ أقل من 5 دقائق

لكل إنسان فرصة واحدة ليصنع أثراً لا يُنسى، أثراً يتجاوز حدود الزمن ويستمر حتى بعد غيابه. الأثر الحقيقي ليس ما نملكه أو نحققه لأنفسنا، بل ما نزرعه في قلوب الآخرين من حب. والخير والذكريات تُحكى بعد رحيلنا! نحن نعيش على هذه الأرض بشرًا، لكن العظمة تكمن في ترك بصمة تُحدث فرقًا، وكأننا لا نزال موجودين.

يكتب مؤمن الجندي: المراد بالخلوة

مؤمن الجندي يكتب: تابعونا

مؤمن الجندي يكتب: البنطلون في وزارة الهوى

مؤمن الجندي يكتب: عراف الكواكب في شقة “السيباتش”

في درب الحياة يسير الإنسان كعابر السبيل بين الحقول، يزرع القول والأفعال، لا يدري متى تؤتي ثمارها، ولا أين تستقر. هناك من يمر كالظل العابر، لا أثر له ولا صوت، وهناك من يترك وراءه بصمة تنير الظلمات، تسكن في القلوب، وتحكى في المجالس حتى بعد رحيلهم.

فالأثر ليس صدى أفعال ترى بالعين، بل هو أثر محسوس في القلوب، ويترجم في النفوس. هذا هو الشعور الذي يترك الإنسان عندما تمر ذكراه في ذهنه، ويكون هناك طمأنينة مما لو كان الحضور لا يزال ينبض، وهذا ما يجعل غيابه حديثاً عن فضائله، وغيابه حضوراً أعظم لوجوده.

رحلت ميمي الشربيني! لكن أثره لم يختف.. الصوت الذي ملأ الملاعب فرحا وحماسا، وأيقظ في قلوب الملايين حب كرة القدم بأسلوبه الفريد وعباراته التي أصبحت جزءا من ذاكرة الرياضة في الوطن العربي. وداعاً “أحد مواليد منطقة الجزاء، آخر حبة في مجموعة الموهوبين، بابا نويل الكرة المصرية مهارات إضافية وحواس زائدة، صاحب الحرفة الأنيقة، أحد جنرالات مصر”. كرة القدم.”

ربما يظن البعض أن التأثير يحتاج إلى قوة كبيرة أو شهرة واسعة، لكني أرى أن الحقيقة تكمن في البساطة… قد تكون في ابتسامة صادقة، في كلمة تعاطف تقال في الوقت المناسب، في مشهد العطاء لا يعلمه إلا الله… الأثر أنك تجعل شيئاً بداخل الناس يزدهر عندما يتذكرونك.

كيف يتم احتساب الغياب بعد المغادرة؟ إذا تحدث عنك الناس بخير، إذا ذكرك الناس في صلواتهم، إذا اجتمعوا ليحكوا قصصًا تلهمهم من حياتك، فأنت لم تختف حقًا… الأثر هو البقاء الحقيقي، إنه حياة ممتدة في رغم انقطاع الأنفاس فهو دليل على أن الأرواح العظيمة لا تموت بل تعيش بيننا عندما تشرق الشمس في يوم جديد، تلطف خطواتك، وتعظم أعمالك، وكلامك ‘ن بلسم فقط يسمى اسما، لكن تجديد فكرة، وسرد قصة. ولا يزول الأثر.

وعندما تنتهي القصة يبقى المسار هو الشاهد الوحيد على مرورنا في هذه الحياة… ليس بما جمعناه من مال أو مجد، بل بما زرعناه من حب، ورحل الخير الذي رأيناه في قلوب الناس… قد تموت الأجساد، لكن الأرواح العظيمة لا ترحل أبدًا! تبقى حاضرة في الذكريات، ترويها الألسنة، وتعيش في توسلات صادقة تثار عندما يهز الحنين القلوب.. ما أروع أن يرحل الإنسان تاركاً خلفه أثراً لا يختفي ونوراً لا يختفي. خارج.

للتواصل مع الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا