العنف المدرسي في الأردن: من جريمة صادمة إلى مسؤولية مجتمعية

فتحت حادثة الطالب المروعة للطالب ، محمد الحميدي ، في مدرسته في مدينة روسفا ، في أيدي زملائه ، مناقشة تصعيد ظاهرة العنف في المدارس ، والتي تتطلب تحليلًا في علم الجريمة لفهم العوامل التي تدير الواقع الذي يدير مثل هذا السلوك العادي.
من وجهة نظر الجريمة ، فإن العنف المدرسي ليس فقط سلوكًا فرديًا منحرفًا ، بل هو نتاج العوامل المتداخلة التي تشمل البيئة الاجتماعية والنظام التعليمي والتأثيرات الثقافية.
يمكن للأطفال الذين ينشأون في بيئات عنيفة أن يتعلموا أن العنف هو الحل للمشاكل ، وفي بعض الحالات ، يؤدي السيطرة على المدارس الضعيفة ، مثل عدم وجود مستشارين نفسيين وإجراءات صارمة ، إلى تفاقم المشاكل بين الطلاب.
كما أننا لا نغفل عن تأثير وسائل الإعلام والاتصالات والتكنولوجيا ، لأن انتشار الألعاب العنيفة والبلطجة الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يزيد من عدوان الأطفال والمراهقين ، وكذلك الضغط النفسي والاجتماعي الذي يتعرض بعض الطلاب عليه نتيجة للمشاكل الأسرية أو الأكاديمية ، التي تشبع الإحساس بالقلق ورفعها إلى العنف. بقدر ما يتعلق الأمر بالوقت الحالي ، فإن السؤال هو أن تسأل كيف يحد العنف المدرسي؟
للإجابة على هذا السؤال ، يمكننا القيام بذلك من خلال اتباع عدة نقاط ، وأبرزها دور المدرسة كمؤسسة تعليمية ، وليس فقط تعليمية ، حيث يجب على المدارس تبني سياسات واضحة لمواجهة العنف ، من خلال إنشاء غرامات متدلية ، وتنفيذ برامج التوعية حول حل النزاعات السلمية ، وتزويد المستشارين النفسيين والاجتماعيين إلى جميع المدارس.
يجب أيضًا تدريب المعلمين على التعامل مع النزاعات بين الطلاب دون استخدام العنف أو الغرامات الصعبة التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التمرد.
أيضًا ، يجب تعزيز التعاون بين المدرسة والآباء من خلال الاجتماعات الدورية التي تؤكد على مشاكل الطلاب واحتياجاتهم النفسية والاجتماعية ، كما أن الآباء والأمهات لهون أيضًا دور مهم في تحسين قيم الحوار والاحترام في المنزل ، ومراقبة سلوك أطفالهم داخل المدرسة وخارجها.
للحد من العنف المدرسي ، يجب مراجعة القوانين المتعلقة بهذه الأمور لضمان توفير بيئة آمنة للطلاب ، مع أي افتراضي إداري لحماية الطلاب من العنف ، بالإضافة إلى دور الخدمات الأمنية والسلطات المختصة في مراقبة البلطجة والعنف المدرسي واتخاذ التدابير على الفور إذا لزم الأمر.
أخيرًا ، فإن حادثة حرق الطالب محمد العميدي ليست مجرد حقيقة فردية ، بل شاحنة تحذير تكشف عن أزمة حقيقية في النظام التعليمي والاجتماعي ، والتي يجب أن تتناول التدخل الشامل على الفور وشاملة لجميع السلطات المعنية من خلال بدء استراتيجية متكاملة ، والتي هي أكثر من استخدام تطبيق تطبيق الأنظمة التعليمية ، وقد ينتهي بحوادث التطبيق في المستقبل ، والتي تهدد الهيكل الاجتماعي وتؤثر على مستقبل الأجيال القادمة.
* أخصائي علم الاجتماع

اترك تعليقاً

تم إضافة تعليقك بنجاح!

Scroll to Top